الحلقة 280: عودةُ السُّنونو الى سَماء الحرية
(الجمعة 18 آذار 2005)
كما تعود السنونو أولَ الربيع الى الفضاءات الدافئة في سماء الأمان، هكذا فليعودوا هذا الربيع وهذا الصيف الى فضاءات الأمان وِسْع سماء الحرية في لبنان.
الذين هاجروا ليعملوا ولم يعودوا، فليعودوا. الذين هاجروا ليدرسوا فتخرّجوا وانفتحت لهم الفُرَص في بلدان الأمان حيث هم ولم يعودوا، فليعودوا. الذين هاجروا واستقروا في أوطانٍ مزهِرة الحرية لأن وطنهم كان مسلوب الحرية ولم يعودوا، فليعودوا. الذين هاجروا لأن بيوتهم في مناطقَ حساسةٍ ولم يتحملوا أن يروا طارئين غرباء في بيوتهم وشوارعهم وقراهم ومدنهم وهاجروا ولم يعودوا، فليعودوا. الذين هاجروا وازدهرت أعمالهم في الخارج وأدخلوا أولادهم مدارس وجامعاتٍ واستقروا في حيثما هم ولم يعودوا، فليعودوا. الذين هاجروا ليدرسوا في المدارس والجامعات على أمل أن يعودوا، فليعودوا.
جميعهم فليعودوا، إن لم يكُن لعودة نهائية، فليعودوا الى زيارةٍ يتفقدون خلالها وطنهم وقد انشقّت سماؤُه بصرخات الحرية في ساحات بيروت، فَعَلا قلبُ بيروت الى فوقُ، الى سماء الحرية والكرامة والاستقلال ناجزاً حراً، ومثالاً مضيئاً بدأ يرنو إليه أبناءُ الدول الشقيقة والصديقة في هذا الشرق.
أبناءُ لبنان المنتشرون في أصقاع الدنيا، فليعودوا، ولو لزيارةٍ هذا الربيع، أو هذا الصيف، كي يذوقوا كيف عاد الى لبنان أوكسيجين الكرامة وهم ظنّوه احترق بثاني أُكسيد الكربون ولن يتنفّس الحياة.
كما السنونو فلْيَعودوا، إن كانوا لا يعودون لأن وطنهم لا ينعم بسماء الأمان. كما السنونو فليعودوا ويبنوا أعشاشهم من جديد لربيع دائمٍ سيطول حتى أبنائهم وأحفادهم فلا خوف بعدُ على قرار لبنان اللبناني. كما السنونو فليعودوا ليشاركوا ببناء لبنان الجديد الذي يحتاج أدمغتهم وزنودهم وحضورهم لينهضَ الى فجره الجديد كاملَ الصحة والعافية والقرار.
كما السنونو فلْيَعودوا، ولو لزيارةٍ، هذا الربيع، وإلاّ هذا الصيفَ الآتي الى لبنان زوغة جمالٍ وسماءٍ نقيةٍ وطيورٍ حرةٍ ترفرف من قلب بيروت الى كل لبنان، تدعو أبناء لبنان المنتشرين أن ينضمّوا الى المقيمين، فتعودَ الأدمغةُ المهاجرة تعانق الأدمغة المقيمة، فينفّض جناحيه طائرُ الفينيق، وينتصر لبنان.