الحلقة 241: نداء مفتوح الى الوزير ياسين جابر
(الاثنين 17 كانون الثاني 2005)
صديقي الوزير ياسين جابر،
أتناول ما لك في قلبي من احترامٍ وتقدير، لأُطلق إليك هذا النداء اليوم، مُخاطباً فيك الصديق الذي أعرف دماثتَهُ وثقافته والرحابة التي غمرتني بها مراراً كلّما وقفتُ على منبركَ الأغلى: مركز كامل يوسف جابر في النبطية العزيزة علينا جميعاً.
يا صديقي الوزير ياسين جابر،
كلامي إليك اليوم يركّز على هذه القطعة من الأوتوستراد من كازينو لبنان الى جسر بيروت، بِما فيها الطريق البحري من ضبيّه الى جسر بيروت، الْمسافة التي، على حلقتين سابقتين من هذا البرنامج “نقطة على الحرف”، سَمَّيتُها جَلّ بطاطا، تتكسَّر فيه سياراتنا ونتعرّض عليها يومياً لحوادث السير، لأننا نقود سياراتنا زيكزاكياً، كي نهرب مِمّا على هذا الأوتوستراد الخربان، من تشققات وحفرات وريغارات وترقيعات وبقايا قذائفَ من أيام الحرب باقيات، وما بين الطريقين من فتحات خطراتٍ متروكات لرعونة من يُخاطِرون ويقطعون من أوتوستراد الى آخَر معرّضين أنفسهم والآخرين للموت الأكيد، وسائر ما على هذا الأوتوستراد من مطبّات وعلوات وحديدٍ في وسط الطريق وريغارات بارزة عالية أو غائرة بحفرة قاتلة، حتى باتت القيادة عليه عذاباً للسائقين وعذاباً للسيارات وعذاباً لِمواطنين تَجلُدُهم زحمة السير الصباحية اليومية فيتأخرون على أعمالهم وتنطحن أعصابُهم ويلعنون الدولة بجميع أنواع الشتائم التي تزيد الهوّة بينهم وبين دولتهم.
يا صديقي الوزير، لا أُحمّلُك الْمسؤولية عن أوتوستراد ما زال جلّ بطاطا منذ نهاية الحرب، يعني قبل أربع عشرة سنة، ولم يتحرك أحد من زملائك نواب ووزراء يَمرون هذا الأوتوستراد يومياً، ولا يأْبَهون لِهذا الْجل البطاطا العار والعيب تِجاه مواطنينا وسياحنا وزوارنا، كأن هذه المسافة بين كازينو لبنان وجسر بيروت هي في مجاهل الهند أو الأمازون أو في أشد البلدان فقراً ورداءةَ بنية تَحتية.
لستَ مسؤولاً عن هذه التركة الْمعيبة، لكنك أنتَ اليوم على رأْس هذه الوزارة المسؤولة عن تزفيت هذا الجل البطاطا وتأهيلِه ليرفع الخطر عن المواطنين والسيارات.
وآمَل يا صديقي الوزير ياسين جابر، أن يلقى هذا النداء المفتوح تَجاوباً لديك، في الأسابيع القليلة الباقية لك في عمر هذه الحكومة، كي يكونَ لها ولكَ فضلُ تَحويل هذه الْمسافة الْمعيبة… من جل بطاطا الى أوتوستراد.