239: من قرية اسمها الصين، إلى قارة اسمها لبنان

الْحلقة 239: من قريةٍ اسمها الصين، الى قارة اسمها لبنان
(الْخميس 13 كانون الثاني 2005)

في خبرٍ لوكالة “رويترز” أنّ الصين أعلنَت عن ولادة الطفل الذي جعل الصين تبلغ الْمليار والثلاثْمئة مليون نسمة عند الثانية عشْرةَ والدقيقتين ظهرَ الْخميس الْماضي في أحد مستشفيات بكين.
ها هي إذاً، أكبرُ دولِ العالم سُكاناً، تُحصي سُكانَها فوراً، فرداً فرداً ومولوداً جديداً، تطبيقاً لِما اتّخذته الْحكومة قبل عقدين من قرار اتّباع سياسة الطفل الواحد في العائلة، للحد من الزيادة السكانيةٍ، وكي تتمكّنَ من توفير فرص العمل لسكّانها وتأمين الرعاية الصحية للمسنين.
انتهى الْخبر من رويترز، ليبدأَ عندنا، ونتساءل: الصين، أكبر دولة سكانية في العالم، تُحصي فوراً مواليدَها الجدد، وتراقب ازدياد السكان، وتجهد لتأمين فرص العمل للجميع، وهي دولة الْمليار وثلاثمئة مليون.
وفي لبنان، الأصغر سكاناً ومساحةً من بلدية صغيرةٍ في الصين: هل من إحصاء لسكانه الأحياء والأموات والذين يولدون؟ أليس من العار، حين نذهب للحصول على إخراج قيد، أن يفتح الْموظّف الْجهبوذ دفتراً عليه من فوق: الجمهورية اللبنانية – إحصاء 1932؟
أليس من العار، في مطلع القرن الحادي والعشرين، أنْ ليس عندنا إحصاءٌ دقيقٌ لسكان لبنان، وليس عندنا مسحٌ دقيقٌ للديْموغرافيا اللبنانية؟
لِماذا؟ شو عمتشتغل هذه الحكومات المتعاقبة واحدةٌ بعد أُخرى، وكل هَمّ الواحدة أن تفضح مثالب سابقتها، وتشهِّر بها في كيديةٍ ونكاياتٍ و”تصريف أعمال” عوض استباق الأحوال؟
لِماذا؟ هالكم أرزه العاجقين الكون؟ وبٍِماذا هالكم أرزه عاجقين الكون؟ بالسهر الدائم من الدولة على سكان لبنان؟ بالسعي الى إيْجاد فرص عمل للّبنانيين كي لا يتسكعوا على أبواب السفارات؟ بتأمين رعاية مشرّفة للمسنين؟
عاجقين الكون؟ بِماذا؟
ألا… فلنَكُفّ عن هذه العنطزة الرخيصة والتشاوف البشع، ولننصرفْ الى بناء دولة للمستقبل، مقْلِعين عن تبجُّحِنا بهذه القارة الكبرى الـمن يمكن أربعة ملايين نسمة، والإسْمُها لبنان، ولنتعلّم من تواضع قرية صغيرة اسمها الصين، عرفت فوراً بعد دقيقتين من ظهر الْخميس الْماضي أن عدد سكانها بلغ فقط: ملياراً وثلاثمئة مليون نسمة.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*