الحلقة 149: لوحات السيارات تنفيعاتٌ للوجهاء والأزلام والمحاسيب
(الخميس 9 أيلول 2004)
وردتني أمس رسالةٌ من مُستمعٍ لَم يذكُرِ اسْمه بل وقَّعها “أبو الزّلف”، ينوّه بتجارة لوحات السيارات وتوزيعِها على المحسوبين والأزلام والوجهاء المحظوظين المقرّبين من أهل الحُكم والنفوذ في هذه المزرعة العشائرية التي نعيش فصولَها ونتابع أعلامَها الجالسين سُعداء على كراسي الحكم أو المسؤولية أو الزبائنية، ويُمارسون سلطتهم، باسم الشعب طبعاً، من ضمن شعار الديْمقراطية والاستراتيجية والمحسوبية والمعليشية.
ومن اللافت في أرقام لوحات السيارات عندنا أن نرى سيارةً رقم لوحتها سبعة ملايين وستة أرقام متشابهة، أو خمسة ملايين وستة أرقام متشابهة، أو أربعة ملايين وستة أرقام متشابهة. سألتُ موظفاً كبيراً في دائرة الميكانيك فأفادني أنْ ليس في لبنان ثمانية ملايين سيارة ولا خمسة ملايين ولا أربعة ملايين. فكيف إذاً وصلت أرقام هذه السيارات المحظيَّة إلى سبعة ملايين وخمسة ملايين وأربعة ملايين؟
ولو لم تعمَدْ وزارةُ الداخلية الحالية إلى ضبط هذا الفلتان بإيراد حرفٍ رمزاً يسبق الرقم دلالةً على المنطقة أو الفئة (مثلما رمز المنطقة يسبق رقم الهاتف)، ما خفَّف من ارتفاع الأرقام جنونياً، لكنا سنرى في شوارعنا لوحاتِ سيارات من ثمانية أرقام، أي تفوق المليار، لا لأنَّ عندنا مليار سيارة ليست موجودةً حتى في الصين، بل لأنَّ عندنا مَحاسيبَ وأزلاماً ومنتفعين من الوجهاء الكبار، لأجلهم يَخترق المسؤولون عندنا كل قانون وكل قرار، ولو بلغت لوحات السيارات عندنا، بشكل كاريكاتوري معيب، رقماً يفوق المليار.