الحلقة 119 – مسرحُنا باللبنانية معاقٌ عن العالمية
(الخميس 29 تموز 2004)
في حلقة الاثنين من هذا الأُسبوع، حول حظِّ جورج شحادة بالعالمية لأنه كتب مسرحه بالفرنسية لغةً عالميةً ولم يكتبه بالعربية أو باللبنانية، مع أنني أوضحتُ أنّ كلامي ليس ليقلّلَ من أهمية العربية واللبنانية والإبداعات فيهما، وصلتْني الى “صوت لبنان” مساء أمس الأربعاء رسالةٌ من الْمستمع “و.د.” يُهاجمني فيها ويتّهمني بضعف الإيمان بلغتنا الجليلة.
مش صحيح، وكلامي كان واضحاً وصريحاً، وها إني أكرِّرُه: في مسرحنا بالعربية وباللبنانية أعمال مهمةٌ جداً شاهدناها على الْمسارح اللبنانية لبضعة عروض، وشاهدت بعضَها المسارحُ العربية في مهرجاناتها الْمسرحية وانتهى الأمر، ولم يبق منها سوى صور في أرشيف الصحف والتلفزيونات، ونُسَخٍ من الأشرطة السمعية والبصرية، ونسخٍ من السيناريو في أدراج المؤلف والممثلين، ونسخٍ على رفوف المكتبات إن هي صدرت بين دفتين.
غير أنني كذلك واثق من أن الْمسرحيات الْموضوعة (لا الْمترجمة) من ريمون جبارة وجلال خوري وأنطوان معلوف والأخوين رحباني وسواهم من كتّابنا الْمسرحيين، وهي في معظمِها جيّدةُ السبكِ والسكبِ والْمضمونِ والأسلوب، لو كانت مكتوبةً أصلاً بلغاتٍ عالَميةٍ حيَّةٍ متداوَلةٍ في العالَم، لكانت تُرجِمَت فوراً الى اللغات العالمية، ونُفِّذَت فوراً على مسارح العالم، ولَما بقي كتّابُها يرزحون تحت همّ التدريس الجامعي أو الوظيفة الرسمية والخاصة، والزحف المتواصل خلف هَمّ الإنتاج ليكتبوا مسرحاً لا يرُد عليهم سوى أجور الممثلين، بل كانوا يرتعون بسعادة أنهم مؤلفون مسرحيون يتمتعون بعالميّتهم ويعيشون من كتابتهم.
ولنا في عالمية جورج شحادة ورفاه أمين معلوف خير دليل على طعم الكتابة اللبنانية بلغة عالمية.