الْحلقة 99: أوراقٌ نديةٌ من غار جورج غريّب
الْخميس 1 تَموز 2004
بعد أيّامٍ احتفالٌ أدبيٌّ كبير في بيروت يعلَنُ عنه في حينه، ويشاركُ فيه شاعرنا الكبير جورج غريّب بقصيدة جديدة.
يا الله! وما أشدّ عافيتَنا حين يستمر الكبار يشاركون في احتفالاتنا الأدبية، لكأننا نشعر أنْ ما زال في دمنا نسْغٌ من عافية، وعلى بيادرنا عجينةٌ من بَرَكة.
جورج غريّب، في الرابعة والثمانين، وبعد ما يزيد عن مئة كتاب، لا يزال يرشح بالعافيةِ الشعريةِ كلَّ مناسبةٍ أدبيةٍ ذات مستوى.
جورج غريّب، بين كبارنا في الشعر، عنوان لنا نفيءُ إليه فلا تلفحنا عواصف الطحالب والطفيليات.
تنسّك في الشعر كاهناً وعرّافاً، فَجَعل من “دِلْف” الشعر مَحجاً ندلف إليه. وعلّم أجيالاً بعد أجيال، فتتلمذ عليه من تَخرجوا من بين يديه معتنقين شرعة الْحق والْجمال ولبنان وذوقة الأدب. وعايش من كانوا كبار عصرهم فحفِظ بريشته صورتهم في ذاكرة اللاحقين، حتى لهو معمدانيُّهم الى الْمستقبل.
عاند في قلعة الشعر، فظلَّ قلعةً في القلعة، بل زادها هيبةً لأنه لم يساوم. وإذا بنا ننسند الى شعره كي نحتمي ونقوى، هو الذي صوته يعاد إليه في لَحظة الْحقيقة. والإبداعُ، في جوهره، لَحظةُ حقيقة.
فيا جورج غريّب، يا قلعة الدامور، يا كبيرنا في الشعر والوطنية ولبنان، يا صاحب الْمئة كتابٍ ويزيد، زدْنا بعدُ من ينبوعك الْمبارَك، مبارَكٌ أنت في لبنان، ومبارَكٌ شعرُك الذي يعلّمنا الشِّعر.
يا أُستاذي ولَم أتتلمَذْ عليك، ويا صديقي ولستُ مُجايلَك، هنيئاً لنا أنْ ما زلنا نتكوكَب حولَك، تعنو علينا في عطفة الراعي الصالح وغبطة الصديق الكبير.
وهنيئاً للبنان أنك زدتَ شعره العالي شعراً يضفره كبار شعرائه غاراً لِجبينٍ يعتزُّ بأن يكون عنوانُه العالي: جورج غريّب.