الحلقة 64: هذه الطَّهْطَزَنَّاتُ الرَّعناء
(الخميس 13 أيار 2004)
رغم جميع الاحتياطات التي اتَّخذتْها وتتّخذها وزارة الداخلية، ما زلنا نفاجأ، بل ننقز، بل نُصعَق أحياناً، برُعَناء الطهطازات، جمع طهطاز – أي الدراجة النارية- تَمر بنا على غفلة، ويفرح سائقوها بِفجأتنا وترويعنا، وهُم يتجاوزوننا بطهطازاتهم ناشبين بسرعة تُخيفنا، تُخيفنا لا عليهم بل على من قد ينكبونه بتسبيب حادث له ربما كان قاتلاً.
فمن وقاحتهم أنهم لا يقفون على إشارات السير، وغالباً ما يكون البوليس موهوباً بالهبل، فيؤشر لهم بالْمرور فيما السير متوقف، ليفاجأ بهم الآتون من الْجهة الْمقابلة ويتعرضون لصدمهم أو للهرب منهم وصدم سيارات أخرى.
وهؤلاء الرُّعناء يفيدون عادةً من ضآلة حجم دراجاتهم ليدخلوا عكس السير مسبّبين زحمةً أو اضطراباً أو معرّضين للخطر سائقي سيارات لا يكونون متوقّعين أن يطل أحد عليهم عكس السير.
ويتباهى هؤلاء الرعناء بالسير على الدولاب الخلفي للدراجة النارية يمرون بها أمام البوليس الْموهوب بالْهبل فيتفرج عليهم ويبتسم لهم عوض أن يوقفهم ويرسلهم الى النظارة كي يلقَوا عقابهم القاسي، كما في بلدان العالم الراقية.
وأقل ما يَجب فعله لردعهم: تعميمٌ من الْمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، الى شرطة السير أو القوى الأمنية حيث لا شرطةُ سير، لتطبيق القانون الذي لا يرحمُ هذه الْمخالفاتِ القاتلةَ أصحابَها، والْمسبِّبَةَ الْخطرَ للآخرين.
وكم أصاب من سَمّى الدراجة النارية :”طهطزَنّ”، لأن طهطزاتِها تُقْلق سكان الْمدينة في الليل، وتُرعبُ سائقي السيارات في الليل والنهار، وتتجاوز رجال شرطة السير الذين يتفرجون، في أيديهم مسبحة طقطقة أو سيجارة، غير مدركين بأنهم، وهُم رجال الدولة، يُسْهمون في تكسير هيبة الدولة التي ما أصغر أن تَسقُطَ هيـبَتُها أمام عجزها عن ضبط سائق أرعن على ظهر… طهطَزنّ.