41: حتى يكونَ قام… حقاً قام

الحلقة 41 : حتى يكونَ قام… حقاً قام
(الاثنين 12 نيسان 2004)

الْمسيح قام… حقاً قام! ولْتتعَمَّم قيامتُه على القلوب والنوايا والضمائر، فينهضْ مَن يستاهلُ أن ينهضَ الى القيامة، ويبقَ تَحت سوط الْجلاّد من ليس في صدق النوايا.
وما أكثرَهم، هؤلاء، على مساحة الوطن.
فما جدوى أن نقولَ لهم “الْمسيح قام” فيجيبوا “حقاً قام”، وهُم مزغولو النوايا والأفعال والْممارسات بِحق الوطن، خلف قناعِ خدمتِهِ والتلطّي خلف مظاهر التحرُّك الوطني والعمل من أجل لبنان، وليس واقعُهم سوى العمل من أجل مصالِحِهم الشخصية والْمالية والانتخابية.
ما جدوى أن نقولَ لهم “الْمسيح قام” فيجيبوا “حقاً قام” وهم مُمْعنون في استغلال مناصبهم ومسؤولياتهم وأزلامهم ليوغلوا أكثرَ بعدُ في نَحرهم مستقبلَ الوطن من أجل بقائهم على كراسيهم وفي عروش زعاماتهم الْهشَّةِ التي لا يدرون أن الشعب سوف يطيحهم عنها يوضاسياً كما هم استغلوا يوضاسياً خيرات الوطن وباعوا لبنانَ بقبلةٍ وثلاثين من الفضة.
هؤلاء اليوضاسيون الذين لَم يعرفوا حداً لِجشعهم وطمعهم ووقاحة تعاطيهم مع قضايا الوطن الْمصيرية، لن يَجدوا، في ساعة الحقيقة، تينة يابسة ترضى بأن تستقبلهم حتى لينتحروا عليها.
اليوضاسيون الذين يعيشون على إذكاء نار الطائفية ليظلوا في مقاعدهم، وإعلاء جدار الزبائنية ليظلوا في زعاماتهم، والإبقاء على منطق العشائرية ليظلوا في قياداتهم، والْحفاظ على سياج الإقطاعية ليظلوا في حصاناتهم، والاستشراس في متاريسهم الانتخابية ليظلوا في مأمن من مُحاسبة الناس على سرقاتهم وفضائحهم واغتيالاتهم قيم الوطن وامتصاصِهم دمَ الشعب وخيراته، … هؤلاء اليوضاسيون، يَجيء يومٌ، ليس ببعيد، تنخلع فيه بوابة الباستيل ويَخرج الناس الى العروش وأولياء العروش يطيحونهم، ويعمّرون مقصلةً في كل شارع، يقطعون بها رؤوس من تآمروا على رأْس الوطن.
يومها… يومها حقاً، يكون فِصحٌ جديدٌ للوطن…
ويومها يكون لبنان قام… حقاً قام.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*