135: قيادة العالم العربي من… زوق مكايل!

الخميس 10 شباط 2000
– 135 –
في 11 كانون الثاني الماضي وصلت إلى رئيس بلدية زوق مكايل نهاد نوفل رسالة من المديرة في الأونيسكو كاترينا ستينو (الأمينة التنفيذية لـ”جائزة الأونيسكون، مدن من أجل السلام”) تبلغه فيها أن الأونيسكو اختارت زوق مكايل “رئيسة الشبكة الإقليمية للدول العربية في دورة عامي 2000 و2001، كما اختارت تونس مسؤولة عن شبكة فرعية بعدما كانت تونس مدنية السلام للعالم العربي عن عامي 1996-1997”. وجاء في الرسالة أن هذا التدبير هو “من أجل خلق شبكة عالمية مع باقي المدن الفائزة في العالم كي يتوحّد العالم من أجل السلام”.
هذا الاختيار الجديد (بعد اختيار زوق مكايل “مدينة السلام عن العالم العربي”) شرف آخر تضيفه بلدة الياس أبو شبكة وأنطون قازان إلى لبنان الثقافي والحضاري، بشدّ الروابط مع المدن الأخرى في الدول الأخرى. وهكذا، بين ليلة وضحاها، إذا بزوق مكايل الضيعة الجميلة الهادئة الهانئة التي كنا نفرح بها نحن، لبنانياً، وبما أنجزه فيها نهاد نوفل بجعلها بلدة نموذجية، تقفز كي تتصدّر عناوين الصحف العالمية، ونشرات منظمة الأونيسكو، وصفحات الإنترنت في العالم على عنوان “الأنيسكو، مدن من أجل السلام”.
وبقدرما يغبطنا أن يكون لبنان، عبر زوق مكايل، رئيس الشبكة الإقليمية للدول العربية سنتي 2000 و2001، نعي أهمية هذا الوطن الأعجوبي الذي عبثاً يحاول أعداؤه أن يحرقوه، لأن بين رماده دائماً مكاناً لعشبة خضراء تنبت من تحت الرماد وتعلن استمرار الحياة لتؤكد أنه وطن أقوى من الموت.
والاحتفال الكبير في كازينو لبنان (السبت الماضي) دلّ بضخامته على أن أهالي زوق مكايل كانوا فعلاً في حجم لبنان، حين جاؤوا بتلك الكثافة يشهدون منظمة عالمية (الأنيسكو) تكرم بلدتهم، وناديين عالميين (ليونز وروتاري) يدعوان إلى تكريم يحضره رئيس الحكومة ويقول أن “كل رئيس بلدية في لبنان يمكن أن يكوزن رئيساً ناجحاً كنهاد نوفل، إذا عقد العزم على تحقيق إنجاز مميز واحد”، ورئيس الجمهورية يرسل سلة ورد مرفقة بتهنئة زوق مكايل” على المنزلة العالمية التي استحقتها، بأن تكون قدوة كمدينة نموذجية بلغت مستوى راقياً”، ومدير الاحتفال الشاعر سهيل مطر يلقي على الحاضرين افتتاحية رائعة عن الزوق وينشر جسوراً جميلة بين الخطباء عن أ÷مية الزوق ودورها التاريخي.
ليس عادياً وقد لا يكون صدفوياً هذا الأمر، وفي هذه الفترة بالذات، ولبنان يبحث عن دعم إقليمي وعالمي يواجه به فظاظة الصلف الإسرائيلي. فلتتحرك زوق مكايل عالمياً (بعدما اختارتها الأونيسكو “مدينة السلام عن كل العالم العربي”)، وعربياً (بعدما انتخبتها الأونيسكو “رئيسة الشبكة الإقليمية عن العالم العربي”)، ولتكن هي الصوت والضمير في وطن السلام الذي ما زال يدفع ثمن سلحفاتية مفاوضات السلام وعملية السلام وتحركات السلام في المنطقة.
“مدينة السلام عن العالم العربي”؟ فلتبدأ أولاً من أجل السلام في وطنها الذين، بدون السلام فيه، هو بالذات، لن يكون سلام حقيقي في هذا الشرق المتمدد على فوهة بركان.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*