الخميس11 شباط 1999
– 85 –
بعد ترشيح المحامي نهاد نوفل لـ”جائزة الأمم المتحدة للمدن المتميزة في العالم”، ورد هذا الأسبوع ترشيحه لـ”جائزة الأونسكو” في باريس لـ”أفضل عامل في الحقل العام يساهم في الحضارة”.
كلّ هذا، لأن نهاد نوفل جعل “جنّة على الأرض” زوق مكايل، بلدته التي هو رئيس بلديتها منذ 1963، وكان يومها أصغر رئيس بلدية في لبنان، ثمّ أعيد انتخابه أخيراً رئيساً بأكثرية 86.26%، فرئيساً بالإجماع لاتحاد بلديات كسروان الفتوح. رقلنا يومها (“النهار”- أزرار”55- الخميس 16 تموز 1998) إنه قد يكون الوحيد في لبنان لا يحتاج إلى “معركة” لأن الإجماع عليه تام.
زوق مكايل التي تستقطب في معرضها الصيفي نصف مليون زائر إلى السوق العتيق في عشرة أيام، مما لا تشهده (في أسابيع وأشهر) جعيتا عطية الله، ولا بيبلوس حاضرتنا التاريخية.
زوق مكايل التي استقطبت كبريات وسائل الإعلام العالمية (“سي. أن. أن.” الأميركية، و”لوموند” و”فيغارو” و”فرانس سوار”،…) لما تتغاوى به من مظهر حضاري عمراني يحفظ المستقبل مضيئاً في وهج حافظ له نهاد نوفل على التراث والتاريخ بين المعالم الثقافية والسياحية (“ليالي” السوق العتيق، متحف الياس أبو شبكة، الحديقة العامة النموذجية،…).
زوق مكايل التي قال فيها سعيد عقل (من قصيدته في “خمسين أبي شبكة”): “يا زوق ، قل، فترى باب السما شرعا”، وكان شاعرنا طالب غير مرّة بـ”استنساخ نهاد نوفل في سراياتنا”.
زوق مكايل هذه، حتّى اليوم، نفذت “التصميم التوجيهي” الذي انتهى على الأرض معظمه.
وفي “التصميم التوجيهي” الجديد، يرصد لها نهاد نوفل “قصر الرفاه والرياضة” (الوحيد من نوعه في الشرق الأوسط) شاملاً على مساحة 25 ألف متر مجمعاً يضمّ ملاعب رياضة وصالات عرض ومحاضرات لنشاطات ثقافية واجتماعية وعائلية للكبار والصغار والأطفال.
هذه الزوق مكايل بالذات، وصولاً إلى تحقيق هذا “القصر” الحيوي، ولتوسيع بعض الطرقات والباحات استمراراً لتجميلها النموذجي المثالي: احتاج تصميمها التوجيهي الجديد إلى زوايا صغيرة هنا أو حذف جزء من تصوينة هناك أو اجتزاء بضع سنتيمترات هنالك، مما أهاج بعض اليوضاسيين فقاموا بحملة موتورة يدّعون فيها أن نهاد نوفل “يغتال” عقارات زوق مكايل.
هذا رجل تسلّح بالعمل الصامت منذ بدأ. وسيستمرّ. ومعه الحقّ والخرائط والحقائق كلّها.
ولن يستطيع ضفدع المستنقع أن يغيّر في مسار ضوء القمر.