(الاثنين 16/2/2004)
نقطة على الحرف!
صباح الخير أيتها النقطة.
صباح الخير أيها الحرف، في لبنانَ مهدِ الحرف الأول.
صباح الخير أيتها النقطةُ على الحرف.
النقطة بداية الخط. الحرف بداية الكلمة. وموعدنا صباحاً في بداية النهار.
أيُّ موعدٍ هو موعدُ البداية؟ أيُّ كلامٍ يليق حين يفتتح النهار؟
اليوم، في بداية النهار، في بداية الأُسبوع، في بداية البرنامج، في بداية الشبكة الجديدة، لا يليقُ سوى افتتاحٍ على مستوى انتظارِ المستمعين هذه الحلقةَ اليوميةَ – إلاّ السبت والأَحد-، وآمل ألاَّ يكونَ سُدىً هذا الانتظار.
فهذه الحلقة منهم، لهم، والأصح: عنهم.
“نقطة على الحرف”، في هذا الموعد اليومي الصباحي، عينٌ تراقب، قلمٌ يدوّن، وصوتٌ يوصل المراقبة والتدوين. وربما أنتم ذات يوم، تراقبون، تلاحظون، تتصلون بي، مشاهداتِكم تنقلون، وتدويني مشاهداتِكم تقطفون، فتعود مشاهداتُكم إليكم نقطةً على الحرف، تنْزل على المستمعين ملاحظاتٍ: مرةً بُرْداً على علامةٍ مضيئة، ومراتٍ سوطاً يجلد الغلط، ويضيءُ على ظُلْمٍ أو ظلْمةٍ أو ظُلامة.
“نقطة على الحرف”، هي نقطتكم أنتم، على حرفكم أنتم، لنحفر معاً في الضمير الحي نقطةَ ضَوءٍ في عتمة النفق.
وإذا كانت نقطةُ الماء على الصخر تنْزلق سريعةً عن الصخر، فرُبَّ ماءةٍ تنْزل دائماً على الصخر ذاته في النقطة ذاتها وفي التكرار المتواصل، تحفر في هذا الصخر أُخدوداً عميقاً.
وهكذا، نقطتُنا اليومية على الحرف، تحفر في الكلمات صدى يتردَّد في الناس، فينقلُ صوتَ الناس الى صوت لبنان. وما أوفى أن يكونَ لبنانُ الصوتَ الذي يوزّع على العالَم أجمل الصدى.
فإلى مواعيدنا اليومية معكم، وكل نقطةٍ والحرف، في لبنانَ مهدِ الحرف، بألف خير.